تحدث الفنان أحمد السعدني عن مشوار والده الفنان صلاح السعدني الذي أثرى السينما والدراما التليفزيونية بأعمالة المتنوعة.

قال أحمد السعدني في مقال كتبه لكتاب المكرمون من قبل المسرح القومي، والذي نشره عبر حسابه على Facebook”إيه أفضل دور قدمه صلاح السعدني؟.. السؤال ده بيتكرر ودايماً الإجابة عنه صعبة مش بس عشان أبويا له أدوار كتير مميزة ولكن لأن فكرة الأفضل والأحسن دي عمرها ما شغلت دماغ أبويا، آخر همه، نظرته للحياة أبسط بكتير احنا ضيوف في الدنيا قعدة حلوة، أكلة حرشة، كتاب مهم، ماتش للأهلي كل دي حاجات تسعده أكتر من نجاح أو شهرة أو فلوس
نظرة أبسط وأسهل بس أعمق وأقيم، الإنسانية الكرامة الصدق العطاء الاجتهاد كل دي صفات أنا شفتها بعيني في صلاح السعدني مش كلام إنشاء ده أسلوب حياة و ده اللي بيحسسه أنه إنسان عامل اللي عليه وفاهم سبب وجوده في الدنيا”.

تابع: “بعدين إيه المعيار اللي ممكن نقول بيه أن سليمان غانم مثلاً أحسن من حسن أرابيسك على اعتبار أن دي الخناقة الشهيرة في الإجابة على سؤال إيه أفضل دور لصلاح السعدني؟
رأيي الشخصي أن مفيش حاجة اسمها الأفضل يعني لو المعيار مادي إيرادات وأجر مثلاً فالمخدرات أغلى من رغيف العيش هل ده معناه أن سيجارة الحشيش أفضل من لقمة عيش تسد بطن واحد جعان؟ طب تقييم نقدي أو جوايز مثلاً؟ لا برضه لأن في النهاية ده رأي وذوق مجموعة من البشر ويتدخل فيه الظروف والجوابات والتليفونات برضه ساعات”.

أضاف نجل صلاح السعدني: “طب مش هسيبك غير لما تجاوب إيه أفضل دور لصلاح السعدني ؟.. لا ده أنت عيل رخم بقى ماشي هجاوبك من زاوية تانية اهو منها أكسب بنط ومنها ألفت النظر لحالة تشخيص نادرة متميزة أثرت فيا وأنا طفل صغير مش فاكر كان عندي كام سنة كنت قاعد في مسرح مدرسة السعيدية في الصف التالت كعادتي مبحبش أقعد في أول صف لأني من صغري خجول وبحس نفسي انطوائي سيكا كده عرض مسرحية “الدخان” لميخائيل رومان إخراج مراد منير، أبويا بيلعب شخصيةحمدي المدمن بشكل خلاني وأنا عيل مبقتش عارف ده مين خفت منه و عليه ضحكت و بكيت و قلبي اتعصر و قشعرت مع المونولوج الشهير اللي ختمه بجملة كنت بني ادم قبل ما ابقي رمه و عفن بس البعث جاي البعث جاي و قعد يكررها لقيت نفسي بطير من عالكرسي و انا بعيط و اسقف و حاسس بحماس الناس و شحتفتهم و تفاعلهم من التسقيف او (السوكسيه)”.

أردف أحمد السعدني: “المسرح بيترج بينا مين ده اللي عالمسرح ده مش ابويا ده حمدي انت وديت ابويا فين يا جدع انت طلعتله بعد العرض اوضته لقيته ابويا عادي يعني مفيش حاجه امال ايه اللي حصل من شويه ده و استمر لاكتر من ساعتين هو ده المسرح هي دي لعبة التشخيص اللي ابويا حريف فيها زي مارادونا كده في الكره من اليوم ده اتمنيت ابقي زيه اشتغل الشغلانه العجيبه دي و يكون كل هدفي اني احاول اوصل للحظه زي دي افتح صدر الناس اللي قاعده دي و اخش جوه قلوبهم معايا ريموت اعلي بيه عندهم مشاعر الطيبه و الحنيه و التعاطف و السعاده و الحزن و الالم و الامل اي مشاعر اساعدهم بيها في الحياه الضنك دي المرهقة نفسياً علي اي حد اللحظات اللي بنفصل بيها من نفسنا و نعيش قصة حد تاني من باب اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته او زي ما فلان وصل في الفيلم ده لهدفه انا اقدر اوصل زيه”.

استطرد: “يوم ما شفت ابويا في احد ليالي عرض مسرحية الملك هو الملك و كان يعاني من الام شديده في الضهر بتخليه ميقدرش يقف بشكل مستقيم و مع ذلك مرقدش في البيت زي الدكاتره منصحوه كان بيقف محني علي المسرح عشان يأدي واجبه و مهنته التي يقدسها كنت اقول لنفسي بشكل لا ارادي البعث جاي حيقف و حيبقي احسن من الاول و قد كان في ليالي كتير تاليه في هذا العرض الاستثنائي اللي كان جمهوره في شارع قصر العيني يقارب عدد متظاهرين ميدان التحرير في ٢٠١١”.

أكمل السعدني: “لما بيعمل عمل دون المستوي مش بيكابر كاغلب الفنانين كان بيقول حاولنا و طلع وحش بس مكسلناش و كنت بشوف في عينه ان البعث جاي العمل الجاي اكيد افضل و اجود و كان بيحصل ده فعلاً
لما قرر ابويا بحكم السن و الصحة و الزمن الابتعاد من فتره عن المهنه و لما اتاخر تكريمه في اكثر من مناسبه و اكثر من مكان كنت بقول لنفسي البعث جاي و اي بعث فها هو صلاح السعدني يكرم اليوم من اكثر مكان تألق و ابدع و اثر فيه المسرح المصري الذي شرف طيلة عمره بالانتماء له”.

اختتم أحمد السعدني: “ابويا علمني كل حاجه في الدنيا دي بس حمدي في الدخان علمني لما اياس من اي ظروف او ظلم او وضع غلط او قبح سائد اقول لنفسي البعث جاي الامل موجود و غداً افضل و انا علي ثقة و يقين ان البعث جاي، بحبك يا ابويا”.

يذكر أن أحمد السعدني شارك في بطولة الحلقة الاخيرة من مسلسل “نمرة اتنين” مع الفنانة منى زكي بعنوان “متقولش لحد”، تأليف مريم نعوم وإخراج يسري نصر الله. ومسلسل “نمرة اتنين” يروي بحلقاته، التي تشكل كل منها قصة مستقلة ومنفصلة عن الأخرى، تفاصيل مختلفة عن العلاقات ومفهوم الرومانسية في المجتمع الحديث، متخذةً من فكرة الحب الثاني محوراً للأحداث التي تدور في 4 مدن عربية مختلفة هي: جدة، القاهرة، الجونة، وبيروت.

تحمل كل حلقة من حلقات العمل توقيع مخرج مختلف، وتضم كوكبة من الممثلين، بالإضافة طبعاً إلى قصة درامية قائمة بذاتها، تنتهي مع انتهاء الحلقة، لتبدأ قصة جديدة مع بداية حلقة أخرى.

المسلسل فكرة آدم عبد الغفار، ويشارك في بطولة الحلقات كل من: منة شلبي، منى زكي، نيللي كريم، آسر ياسين، عمرو يوسف، أمينة خليل، ماجد الكدواني، شيرين رضا، إياد نصار، يعقوب الفرحان، أروى جودة، أحمد مالك، صبا مبارك، أحمد السعدني، ساره طيبه، سينثيا خليفة، نهى عابدين، وآخرين.