استجابت شبكة قنوات MBC السعودية لمطالبات انهالت عليها طيلة الأسبوع الماضي وأعلنت وقف عرض البرنامج الجديد للإعلامي اللبناني جورج قرداحي بعنوان “أنت تستاهل”؛ على خلفية ما يتردد عن دفاعه عن النظام السوري.وقالت مصادر في الشبكة التليفزيونية السعودية -لوكالة الأنباء الألمانية- مساء أمس (الخميس) إن قرارًا اتُّخذ بالفعل وُصف بأنه “صادر من أعلى مستوى” بعدم عرض البرنامج الجديد في هذه المرحلة دون التأكيد على إلغائه بشكل كامل، وأن التبرير المتاح للقرار حاليا هو “مراعاة مشاعر الشعب السوري”.

وكان من المقرر أن يعرض البرنامج الذي يقدمه جورج قرداحي على MBC ضمن خطة البرامج الجديدة بين عيديْ الفطر والأضحى؛ لكن تصريحات نسبت لقرداحي قبل أيام دعم فيها نظام الرئيس بشار الأسد، واتهم بعض وسائل الإعلام العربية بالتآمر ضد النظام السوري؛ أثارت موجة من الاعتراضات ومطالبات بمعاقبته.

وبينما لم تكشف المصادر عن هوية من أصدر قرار وقف برنامج قرداحي، فإن إشارات واضحة نوهت إلى كونه صدر عن الشيخ وليد البراهيم -مالك القناة شخصيا- خاصة وأن مطالبات عدة اتهمت البراهيم بـ”التساهل” مع قرداحي رغم هجومه على قناته الإخبارية (العربية) ومخالفته للموقف الرسمي السعودي، في حين زاد البعض كون البراهيم نفسه ضمن جناح سعودي يرفض الموقف الرسمي لبلاده ضد النظام السوري الحالي.

وقال قرداحي لقناة مدافعة عن النظام السوري مؤخرًا إنه واثق بأن سوريا “ستنتصر على المؤامرة الخارجية التي تتعرض لها، وأن وحدتها الوطنية ستزداد قوة”، متّهمًا بعض القنوات الفضائية العربية وبينها قناة العربية الإخبارية التابعة لشبكة MBC بأنها “متواطئة مع المؤامرة التي تخدم المصالح الإسرائيلية”؛ على حد تعبيره.

وأوضح قرداحي لقناة دنيا السورية أن “بعض القنوات الفضائية شريكة في مؤامرة ضد سوريا من خلال دورها التحريضي وفبركتها لمقاطع فيديو، وبثها للمظاهرات المعارضة للنظام بشكل متواصل؛ دون التركيز على التظاهرات المؤيدة”.

ومن المعلوم أن شهرة قرداحي ذاعت عربيًّا في أعقاب نجاح واسع للنسخة العربية من برنامج “مَن سيربح المليون” الذي أنتجته MBC وعرضته من تقديم قرداحي على مدار عدة سنوات.

وردًّا على تصريحاته؛ شهدت السعودية التي ينتمي إليها مالك شبكة MBC اعتراضات واسعة على ما قاله قرداحي والذي يخالف الموقف الرسمي للحكومة السعودية، وظهرت حملات إعلامية وإلكترونية واسعة تطالب بمعاقبته وتهدد بمقاطعة شبكة القنوات السعودية كلها في حال عدم الاستجابة لها.

وفسر قرداحي قبل أيام تصريحاته المثيرة للجدل قائلا لقناة العربية إنه متضامن مع الشعب السوري، وإن موقفه فُهم بشكل خاطئ، وإنه تحدث من منطلق حرصه كمواطن عربي بالدرجة الأولى بعيدًا عن عمله الإعلامي.

وقال قرداحي إن موقفه من سوريا لم يتغير، وإنه نابع من الحرص على الاستقرار ورفض التدخلات الخارجية؛ لأن اهتزاز الوحدة في سوريا قد يؤثر على الأوضاع في لبنان وفلسطين والأردن ودول الخليج، مشددا على أنه ضد إراقة نقطة دم سورية واحدة، ومع ضرورة السماح بالاحتجاجات السلمية، ومعلنًا دعمه الشخصي للديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة.