شهدت ترشيحات أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، في دورتها الـ93 مفاجآت غير متوقعة كالعادة.

وأثرت جائحة كورونا والانتقادات التي نالتها الأكاديمية من قبل حول التنوع العرقي وتواجد النساء في ترشيحات هذا العام.

فقد تضمنت القائمة مجموعة من الترشيحات المفاجئة لم تكن في الحسبان منذ انطلاق موسم الجوائز كما شهدت ترشيحات العام تنوعا مذهلا يحدث لأول مرة في تاريخ الأوسكار.

جدير بالذكر أن حفل الأوسكار سيقام هذا العام بين محطة يونيون للسكك الحديدية بلوس أنجلوس ومسرح دولبي بهوليوود كعادة كل عام وسيشهد هذا العام وجود أكثر من مقدم للحفل.

وفي السطور التالية، نرصد أبرز الملاحظات على ترشيحات أوسكار لعام 2021:

تواجد قوي لأصحاب البشرة السمراء

لأول مرة في التاريخ تشهد جوائز الأوسكار انتصارا لذوي البشرة السمراء حيث ترشح 9 أشخاص في فئة التمثيل وحدها منهم فيولا ديفيس عن فيلم Ma Rainey’s Black Bottom وهي المرة الثانية التي تترشح فيها لأوسكار أفضل ممثلة والراحل تشادويك بوسمان لأفضل ممثل عن نفس الفيلم كما نال دانيال كالويا أفضل ممثل مساعد عن Judas and the Black Messiah كما ترشح لجائزة أفضل ممثل مساعد عن نفس الفيلم لاكيث ستانفيلد و سينثيا إيريفو عن فيلم Harriet وأندرا داي عن The United States vs. Billie Holiday.

كما يشهد حفل الأوسكار لعام 2021 المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح فريق من المنتجين أصحاب البشرة السمراء لجائزة أفضل فيلم وهم شاكا كينج وريان كوجلر وتشارلز دي كينج عن فيلم Judas and the Black Messiah.

مسلم لأول مرة

نال الممثل البريطاني من أصل باكستاني ريز أحمد ترشيحا لجائزة الاوسكار أفضل ممثل عن دوره في Sound of Metal وتعد هذه المرة الأولى التي ينال فيها ممثل مسلم ترشيحا لهذه الفئة.

كما ترشح ستيفن يون لنيل الأوسكار عن دوره في فيلم Minari، لتضمن تلك الفئة اثنين من الممثليين الأسيويين لأول مرة.

المرأة تكتسح

لأول مرة في تاريخ الأوسكار تتنافس امرأتان في فئة أفضل إخراج ففي هذا العام ترشحت كلوي تشاو عن Nomadland أمام المخرجة البريطانية إميرالد فينيل عن Promising Young Woman وربما نالت شهرتها من خلال تجسيدها كاميلا باركر في مسلسل The Crown.
بينما تعد كلوي تشاو أول امرأة من أصل أسيوي تنل ترشيحا لهذه الجائزة المرشح الأوفر حظا للأوسكار بعد أكتسح Nomadland ترشيحات جوائز العام من أفضل فيلم لأفضل إخراج وسيناريو مقتبس وأفضل مونتاج.

كما نالت كل من ميا نيل وجاميكا ويلسون ترشيحا لأوسكار أفضل ماكياج وتصفيف شعر كأول سيدتين من أصل أفريقي يتم ترشيحهن تلك الجائزة وذلك عن فيلم Ma Rainey’s Black Bottom .

تشادويك بوسمان مرشحا لأول مرة بعد وفاته

على الرغم من مرور أشهر على رحيل الممثل الأمريكي تشادويك بوسمان إلا أن اسمه لا يزال على قوائم ترشيحات الجوائز، فبعد مرور أسابيع على فوزه بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل عن فيلم Ma Rainey’s Black Bottom ترشح تشادويك بوسمان لأول مرة لنيل الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره في نفس الفيلم.

بوسمان الذي رحل عن عالمنا أغسطس الماضي بعد صراع مع سرطان القولون عن عمر يناهز 43 عاما واحد من 7 ممثليين حصلوا على ترشيحات لجائزة الأوسكار بعد وفاتهم وفي حال فوزه سيصبح الممثل الثالث الفائز بالجائزة بعد هيث ليدجر عن فيلم The Dark Knight وبيتر فينش عن Network.

Mank ورقم قياسي جديد

مثلما تصدر ترشيحات جولدن جلوب الشهر الماضي، استحوذ فيلم Mank على نصيب الأسد من ترشيحات الأوسكار بواقع 10 ترشيحات وهي أفضل فيلم إلى جانب THE FATHER و JUDAS AND THE BLACK MESSIAHو MINARIو NOMADLAND و PROMISING YOUNG WOMAN و SOUND OF METALو THE TRIAL OF THE CHICAGO.

وذهب ترشيح أفضل ممثل لجاري أولدمان وأفضل ممثلة مساعدة لأماندا سيفريد وأفضل إخراج لديفيد فينشر وأفضل تصوير وأفضل سيناريو أصلي وماكياج وتصفيف شعر إلى جانب أفضل موسيقى تصويرية.

وعلى الرغم من خروج الفيلم خال الوفاض من جوائز جولدن جلوب يأمل صناعه في أن يحقق إنجازا في أوسكار هذا العام.

حضور عربي

للعام الرابع على التوالي شهدت ترشيحات الأوسكار حضورا عربيا مميزا ليس في فئة الأفلام الأجنبية التي ترشح لها سابقا الفيلم اللبناني “كفر ناحوم” لنادين لبكي و”القضية رقم 23″ لزياد الدويري فحسب بل في فئة الأفلام القصيرة أيضا.

وصنعت كوثر بن هنية التاريخ كأول مرة يرشح فيلم تونسي لنيل الأوسكار عن فيلم “الرجل الذي باع ظهره”، أما في فئة أفضل فيلم روائي قصير فترشح الفيلم الفلسطيني “الهدية” لفرح نابلسي.

سيطرة Netflix

وفرت ترشيحات الأوسكار فرصا عديدة لفوز إنتاجات لمنصات إليكترونية ساهمت جائحة كورونا في تعزيز نسب مشاهدتها، بل وتغيير أيضا في قواعد الأكاديمية فأصبح الفيلم مؤهلا للترشح بمجرد عرضه عبر خدمات البث.

وحصلت Netflix على نصيب الاسد من الترشيحات بواقع 35 ترشيحا وهو أكبر عدد تحصل عليه منصة في عام يتألق فيه التنوع في الترشيحات.

انتصار لفيلم Better Days

من الانسحاب من مهرجان برلين السينمائي عام 2019 لأسباب غير معروفة إلى إلغاء عرضه مرات عديدة انتصار في شباك التذاكر في نهاية المطاف وصولا إلى ترشيح المخرج ديريك تسانج لأوسكار أفضل فيلم باللغة الأجنبية، مر تسانج برحلة طويلة وشاقة.

الفيلم عبارة عن ميلودراما قوية تمزج بين قصة التنمر في المدرسة وقصة الحب الغامضة هذا المزيج غير مستساغ بالنسبة للسلطات الصينية التي تتولى حماية صورة البلاد في الخارج لذا تم منع عرضه لأكثر من مرة، ورغم ذلك بعد الإفراج عنه بعد 8 أشهر من إصداره ومشاهدته من قبل الجمهور والنقاد نال إشادات واسعة أوصلته للأوسكار.

تجاهل روزاموند بايك وساشا كوهين

خرجت روزاموند بايك من المنافسة عن جائزة أفضل ممثلة رغم فوزها بجولدن جلوب عن I Care A Lot.

غاب ساشا بارون كوهين عن ترشيحات أفضل ممثل رئيسي لفيلم Borat Subsequent Moviefilm لكنه ترشح لنيل أفضل ممثل مساعد عن The Trial of the Chicago 7.

وعلى الرغم من فوز جودي فوستر عنه بجائزة جولدن جلوب أفضل ممثلة مساعدة، خرج فيلم The Mauritanian خالي الوفاض ولم يترشح لنيل الأوسكار.